اتغيرتى ليه ياقمر؟

كانت جميلة ورشيقة ورقيقة وسمبتيك أيام الخطوبة، تعتنى بمظهرها وتظهر رقتها ودبلوماسيتها فى الحديث، وتختار أجمل الكلمات وتضفى عليها نعومة ورقة حتى كلمة آلووو كنت أتعمد سماعها، فقد كانت تقال بدلال ونغمة لا تجد لها الأذن مفرا من فتح الباب الموصل لحجرة الملك فى القلب، وكانت ابتسامتها رقيقة رقة القمر ليلة النصف حتى عند الغضب حمرة الوجه، كانت بلون الجزر الأحمر تزيدها جمالا وكانت تقضى نصف يومها أمام المرايا وتجدد وتغير أطقم وبرفانات حتى تحوز على إعجاب الخطيب، وليس طاهر أبو زيد، وكان تعاملها مع أخوتها وأصدقائها، تغير إلى نوع ومستوى آخر وطريقة كلام بالأيدى وعضلات الوجه وأحيانا العين تشعرك أنك أمام كائن آخر لم تره من قبل الفاتحة وخاتم الخطوبة وبعد الزواج نصف اليوم فى المطبخ، فهى تعشق الحلويات وتتفنن فى الأكلات، وأهملت مظهرها ورائحتها واختفت رشاقتها وبدأت أورام وآثار قعدات عمل المحشى على الأرض تظهر، وقد تضطر لتوسيع باب المطبخ حتى يسهل دخولها بعد تغيرات الوزن وهجوم الترهلات من الحمل المتكرر، وغابت البسمة وتغيرت ألووو التى كان القلب يعشقها، وثبتت الألوان والمناظر وحتى عادات الأكل والشرب تغيرت، كانت تأكل الأرز وكأنها بتبوسه، الآن من على النار وقبل ماينشف أحيانا، وكانت بتشرب الشوربة ولا تسمع صوتا ولا همسا، دلوقتى تنفخ فيها ولا النفخ فى حجر الشيشة وباليد الشمال وفى ثانية تجيب السلطانية لمس أكتاف، وإذا كان التغيير فى الشكل واللون قد يصدم الرجل، فالتغيير فى المضمون والطعم قد يدفعه إلى مالا يحمد عقباه وهل على الرجل أن يتفهم طبيعة هذه المرحلة، وأن يتكيف مع الوجه الجديد والزوجة الجديدة، ويتقبل الويندوز الجديد، وأن يتغاضى ويغمض الطرف ويشجع ويقدم أحلى الكلام وباقات الثناء للزوجة التى تتصارع داخليا لتقمصها شخصية المخطوبة، ومازالت آثار وعادات هذه الفترة عالقة، وقد تكون استمرت فيها غصبا عنها، ثم بعد الزواج تريد الخروج من هذا الدور لتدخل الشخصية الأصلية الحقيقية ويبدأ الصراع، ماض برشاقة وجمال وبرفان، وحاضر بمطبخ وحمل وأولاد، وقد يكون اختلاف المنظر لأنها ضمنت زوجا وبيتا وتحقق الحلم فلا داعى لعوامل الجذب السياحى للرجل وإبهاره بألوان الطاووس، فقد دخل القفص وأمسكت بيدها المفتاح، وعلى الزوج الذكى أن يكتشف هذه الفترة، وقد تهاجمه فيروسات الندم وتجعله يهرب من البيت مرة واجب عزاء، ومرة ماتش للأهلى ومرة زيارة مريض ومرة صديق راجع من سفر، المهم الخروج والتنفس طبيعيا، مع أن حل المشكلة قليل من البساطة والشياكة والصراحة مع النفس وجعل البساط أحمدى من البداية وقليل من الشياكة والرشاقة تجعل من كل امرأة هيفاء ونانسى وهند، وتجبر الرجل على الجلوس والاستجمام فى بيته مع زوجة واحدة ووجه واحد، إذا لم يعجبك السابق، وأضعت وقتك فى قراءته، نصيحة لا تكن كما قال القدماء غافلا سفيها وتضيع وقتك مرة أخرى فى التعليق، وإذا كنت مصرا على التنفيس وإطلاق السهام، فسأكتب لك إيميلى ولنترك مقالات القراء ساحة نظيفة لحرية الفكر واحترامه وساحة للتعليقات المفيدة والآراء المختلفة الراقية والتى يمكن أن تفيد الغير ومبنية على مناقشة الفكرة وإبداء الرأى بموضوعية أو معارضتها بفكرة وحجة أخرى