كلمات وصرخات ونداءات وتوسلات على مدار برامج سمعتها ولم اسمعها – صرخات محتجين ومعتصمين، وردود أكثر من استفزازية ترد لهم وكأنها سهام مسمومة تنفذ لتحرك إيمانهم بأنهم أبناء هذا الوطن، ورغم هذا لم يحاول رجالات الحكومة الأشاوس أن يجتهدوا لتجنب تلك الأحاسيس.
فهم أساتذة فى استفزازنا، وكأن على قدر حرق الدم للشعب يزدادون ثقة وثقلا على كراسيهم.. حسبى الله ونعم الوكيل.. أصبحنا شعب بلا هدف من شعب هدم جبروت الاستعلاء فى دقائق خلال حرب 6 أكتوبر.
وبعد أكتوبر تحولنا لشعب بلا هوية وليس فى الكلام تجنى بل هى الحقيقة.. اسألوا شبابنا – اسألوه إيه انتمائك إيه أهم معتقداتك فى بلدك -إيه رسالتك اللى نفسك تؤديها.. تجد فى النهاية حكومة خربة – خربت النفوس والقلوب والانتماء
يا شعب مصر الأبى أبناؤك يفقدون غرقا فى بحر اليأس ومحيط النصب.. ياشعب مصر الأبى أبناء شهداء أكتوبر أكبر أمانيهم الوقوف فى طابور أى سفارة لأى دولة، ليبدل النسر الذى ضحى من أجله شهداء الوطن لختم دولة!! أى دولة يحب علمها وعلمائها لعله يكون واحدا منهم، وسيكون. لأن بداخله الكثير – لأنه من مواليد بلد العزة والكفاح، بلد الشعب الملئ بالإرادة، واسألوا: من حول الهزيمة لنصر فى 6 سنوات – فى وقت كانت الأغانى الوطنية التى خلق ليغنيها، جزءا أصيلا من شعب ينتمى لمعجزات وليس لإنجازات!!
فاكرين ياشعب مصر الأغانى الوطنية؟
فاكرين وجداننا كان شكله إيه وإحنا متربيين على كلمات تلك الأغانى – فاكرين كنا بنحس بإيه، فاكرين أن الأغانى دى كانت جزءا من روحنا إحنا اتولدنا على العزة والفخر بأنفسنا –لأن الأغانى لم تخلق لشحذ الهمم للدخول للمعركة فقط – ولكن لإثارة خلايا العزة فى الوجدان المصرى والتعريف ببواطن البطولة الخاملة التى تتغذى على كلمات تقشعر لها أبدان أهل بلدنا.
صرنا محرومين من تغذية أبنائنا بمحلول الوطنية من أغانى تملأهم فخرا بوطنهم.
بكل بلاهة اختصروا وطنيتنا فى الكورة – فنحن مصريون فقط عند الفوز نستحق سماع أغانينا الوطنية وغير ذلك من الأيام نستحق أن نكون على ظهر مراكب الهجرة غير الشرعية!! لمصلحه مين ده؛ لمصلحة مين نعيش كده – كما أخليت العزة والانتماء من نفوس أبنائنا - نفس الحكومة تخلى البلد من شعبها لعل هذا يكون هدفها التى وجدت من أجله ولذلك لا تفكير فى إزاحتها من على صدورنا مهما كان حجم الكوارث النفسية التى سببتها لانعكاس أعمالها على حياتنا اليومية.
مازال باب البطولة مفتوح لأصحاب البطولة فى رفع كاهل تلك الحكومة وقرفها من حياة شعب.
كلمة أخيرة:
الأرض مائلة من تحت أقدام الشعب المصرى ومالت أكثر مع هبوب ريح الأزمة المالية من انكشاف هوان الموارد التى تعتمد عليه الدولة – فرياح الأزمة كشفت لنا صحراء من العمل الوطنى الدؤوب للحكومة الموقرة وكأن الشعب لا أمل فيه غير أن نقول له إنتوا كتير ولا نقول له معتمدين عليكوا فى أى هدف قومى.
فأرى السقف قد طار من شدة رياح الأزمة وبين الجدران معلم لا يريد أن يحفز ملكات الإرادة فى وجدان تلاميذه.
وأنتم تعلمون ماذا يقول لهم؟