فكر كده أيه اللى فكره من عمرك؟
وياترى فاكر منه مقاطع فيديو ولا ملامح صور؟
سألوا سيدنا نوح ـ عليه السلام ـ بعد عمره الذى يفوق عمره 900 سنة فاكر أيه من حياتك وبتشبه الـ 900 سنه بأيه؟
قال: دخلت من باب وخرجت من الثانى.
ده بعد 900 سنة!!
مسألتش نفسك مرة فاكر أيه من عمرك اللى فات؟
الإجابة ممكن تكون أصعب من السؤال.
أوعى وأنت بتفتكر تدخل فى المحظور وتقترب من نواة الحقيقة – إن الدنيا دى ولا حاجة فقاعة هواء مسيرها مهما طارت إنها تنزل على الأرض – ده لو كان عمرها يقاس بوصولها للأرض؟ العجيب إنك لو افتكرت حتعمل زيى مش حتلاقى حاجة.
طيب أنا غلطان قولى فاكر أيه؟
ملامح مواقف – لحظات سعيدة – مواقف صعبة كلها عدت الحمد لله، وطبعا اللحظات السعيدة يارتها كانت تستمر. تفتكروا إحنا فى بروفة؟ لجميع مشاهد الحياة الحقيقية، وإن السعادة الحقيقية هى فى الحياة الأخرى. مش ملاحظين إن معظمنا بيميل فى آخر الأمر أن يتغلب على مصاعب الحياة بالتمنى بهذا!! ليه محدش خد باله وهو بيفكر إنه لو بص فى المراية اللى قدامه حيلاقى صورته بس بعد روح شبه اللى حتكون بين أيادى ولاده من بعده.
تفتكروا مش إحنا مصيرنا كده فى الدنيا شوية صور فى إيدى أحفادنا وياريت أحفاد أصدقائنا حتى.. فأنت فى قلب ابنك أو بنتك مهما طال عمرهم بإذن الله وفى قلب أحفادك أيضا لو شوفتهم، لكن غير كده أنت مع احترامى.. كل سنة وأنت طيب. العجيب إننا طلبة ديما فاشلين فى مدرسة الدنيا وشيفين المقرر ومش عايزين نذاكره.
تعرفوا ليه ؟
يمكن حاسين إن المدرسة حتقفل واحنا فيها ومش حنتخرج.
كل اللى شيفينه حولينا لما نروح نودع حد كلهم كانوا أبطال أوقاتهم زينا بالضبط بس قابلوا رب كريم. لو الأحساس بالعمر كان غريزة – كنا حنصبح بشر مش على بعضه.
هناك حكمة إن تفقد عمرك بسهولة كبيرة ولا تشعر بيه، لأنك مش شايفه ولا حاسس بيه، وأنت تضع إيدك كل شوية على جيوبك حرصا على ما تملك. تذكر الدنيا ليست عندها الكثير من الولاء لك.. لأنها كما أنجبتك لتختبر فيها أنجبت الكثير غيرك، فهى تنجبنا ولا تترحم علينا ولا نجدها حتى تتذكر من أسمائنا الكثير فهى تعرفنا كأجيال، فتقول رحم الله الجيل الفلانى وأهلا بالأجيال القادمة.. فالدنيا لجنة تقوم برسالة.. هذا بالنسبة للدنيا.. أم العمر بالنسبة لنا.. العمر يادوب تاخد منه لحظه تمتلكها يا صاحبى يا من بالمرآه!!