يعتقد بعضهم بأن الدعوة لعدم ممارسة الجنس إلا بعد الزواج لا تساير العصر والتطور. ولكن هناك ما لا يقل عن عشرة أسباب علمية من أجلها يجب أن نبقى العلاقة الجنسية مقصورة على الرجل وزوجته فقط.
فالزواج هو حالة من المشاركة الدائمة بين الرجل والمرأة بموافقة الدين والدولة والمجتمع والله.
العلاقة الجنسية قبل الزواج تؤدى إلى الإفراط فيها بعد الزواج: العلاقة الجنسية غير المشروعة تؤذى وتضر بالعلاقات القائمة بين الناس. والعلاقة الجنسية تتطلب تفهما وضبطا للانفعالات واعتدالا. وحتى فى الزواج فإن هذه العلاقة يجب أن يحكمها العقل النابه المتزن الذى لا يسير وراء الأهواء والإثارة ولا يخضع للأنانية. وعلى الشبيبة أن يتعلموا كيف يسيطرون على انفعالاتهم وشهواتهم.
العلاقة الجنسية قبل الزواج تعرقل نمو المشاركة المتبادلة حول مواضيع أخرى: أثناء سنى المراهقة تكون الانفعالات الجنسية على أشدها. ولو سمح لها بالانطلاق فهى ستتحكم فى كل من الصداقات بين الشبان والشابات. ولكن الصداقات التى يرجى لها أن تستمر وتدوم دون أن يعكر صفوها التأنيب تتطلب المشاركة الفعالة للآراء والطموح. وأن الانخراط فى علاقة جنسية غير مشروعة فى تلك السن من شأنه أن يفسد مثل هذه الصداقة والمشاركة.
العلاقة الجنسية قبل الزواج تؤدى إلى اتخاذ قرارات غير حكيمة: التعبير الجنسى قد يؤدى لأن تسلم الفتاة ذاتها لشاب (أو بالعكس) دون أن تكون قد درست كل الأمور المتعلقة بهذا التسليم وخطورته.. هذا التسليم ينبغى ألا يعطى إلا للزوج الذى تخضع له الزوجة وتسلم له ذاتها فى ثقة ومحبة.
لهذا السبب يجب التشديد على ضرورة إبقاء العلاقة الجنسية فى نطاق الزوجية حتى تكون عونا على إخضاع حياة الزوجين لبعضهما فى رابطة مقدسة تدوم دوام حياتهما. وما فترة الخطوبة إلا لدراسة طباع الرفيق الآخر وتقرير ما إذا كان الشخص المقدم على الزواج سيقرر أن يسلم ذاته لرفيقه أم لا. فإذا اكتشف أحد الطرفين أن الطرف الآخر لا يناسبه ولا يوافق طباعه وميوله، فالأفضل أن تفصم الخطوبة من أن يقدما على الزواج ويتحملا عواقب عدم انسجامهما معا.. وهناك حالات زواج فصمت بعد 24 ساعة فقط من عقد القران.
فإذ يمارس الشاب الجنس مع فتاة (أو بالعكس) يشعر بأنه قد سلم نفسه لتلك الفتاة ولا يعود يشعر بقدسية رابطة الزواج. آخرون ينخرطون فى العلاقات والممارسات الجنسية أثناء فترة الخطوبة للدرجة التى يشعرون معها بأنهم قد تمادوا فى هذا الطريق الشائك ولا يستطيعون التراجع وفك الخطوبة، حتى بعد معرفتهم بأن زواجهم قد لا يكون ناجحا.
الجنس قبل عقد القران خطر:
قد يظن بعضهم أنه لا ضير من التعبيرات الجنسية السطحية كالملامسة والمداعبة والتقبيل والغزل أثناء فترة التعارف. ويعتقدون بأن هذه الممارسات لا ضرر منها ما دام الشريك قد اختار شريكه الدائم وأنهما سوف يعلنا الخطبة والزواج وشيكا. وهم يعتقدون أن لا فرق بين ممارسة الجنس قبل الزواج بيوم واحد أو بعده بيوم. ولكنك إذا تخطيت هذا الحد فستجد أن هناك فارقا كبيرا بين الممارسة غير الشرعية للجنس والممارسة التى أقرها الله تعالى. فالذين فعلوا ذلك تعلموا الفارق الكبير عن طريق تقريع ضمائرهم وبيوتهم المفككة وعدم الوفاق بين الزوج والزوجة وما إلى ذلك من أمور أدت بهم إلى الانفصال.
مراسيم عقد القران لها أهميتها:
يعتقد البعض أن الزواج هو مجرد التوقيع على شهادة بذلك من رجل دين وبعض الشهود. وهم يتسائلون كيف تجعل هذه التوقيعات من العمل المحرم قبل عقد القران عملا محللا بعده؟ ولكن الحقيقة أن هذه الشهادة ليست مجرد قطعة ورق فهى لها قيمتها الكبيرة. والذين جازوا فى اختبار الطلاق يعلمون أهمية شهادة الزواج. فهذه الشهادة تمثل رأى المؤسسة الدينية التى ينتمى لها الطرفان ورأى الدولة والحاكم والأصدقاء. والأطفال الذين سيولدون للزوجين، ومراسيم الزواج تضيف إلى كل ذلك الأمن والثقة. أما التكيف الجنسى فى رابطة الزواج فيتوقف إلى حد كبير على مدى الحماية والأمن الذى يشعر به كل طرف تجاه الآخر.
هل الخوف من الحمل هو أساس عدم ممارسة الجنس قبل الزواج؟.
ينبغى ألا نبتعد عن ممارسة الجنس قبل الزواج لمجرد الخوف من الحمل وإلا لكانت حبوب منع الحمل هى الإجابة لهذا الخوف. فليست الخطورة فى الحمل بقدر ما هى فى انتهاك قانون الله الطبيعى الذى يحكم العلاقات بين الجنسين.
تشير الإحصاءات إلى تزايد عدد المصابين بالأمراض الجنسية من إيدز وزهرى وسيلان..الخ. وكلها نتيجة العلاقة الجنسية قبل الزواج. ولا نقصد هنا أن هذه الأمراض لا وجود لها فى المتزوجين. ولكن احتمال وجودها يكون أكبر فى الذين يمارسون الجنس مع آخرين قبل الزواج. لأن هذه الأمراض تنتقل من شخص لآخر عن طريق الممارسة الجنسية. وقد تبدو هذه الإحصاءات غير واقعية بالنسبة لك إلى أن يصاب بتلك الأمراض أحد أصدقائك أو أحبائك.
العلاقة الجنسية قبل الزواج تولد عدم الثقة:
فالشاب الذى استهوى فتاة ومارس الجنس معها سرعان ما يستفيق لنفسه ويتساءل: ترى كم من شاب آخر سلمت هذه الفتاة نفسها له قبلى؟ ومن ثم يعتبر الشاب أنه فى نظر حبيبته لا يختلف كثيرا عن بقية الشباب الذين أوقعوها فى شراكهم من قبل. والفتاة أيضا تراودها أفكار عدم الثقة والشك فى حبيبها الذى استهواها وتتساءل: ترى كم من فتاة سلمت نفسها له قبلى؟ وإذا كان قد مارس الجنس مع أخريات قبل الزواج فما الذى يمنعه عن ذلك بعد الزواج؟ هذه الشكوك تتزايد فى عقول الذين يمارسون الجنس قبل الزواج وتستمر بعد أن يتزوجوا فتصبح العلاقة الجنسية مجرد روتين ممل.
العلاقة الجنسية قبل الزواج غالبا ما يكون منشأها البواعث المريضة: فهناك الشاب الذى يود أن يثبت رجولته، والفتاة التى تسعى لشراء الاكتفاء العاطفى بتقديم جسدها. آخرون يسعون نحو الإثارة بدافع الشهوة. والذى يتخاذل أمام شهواته وانفعالاته الغريزية سيقع فريسة الزنى.. فالعلاقة الجنسية قبل الزواج تجمع رفقاء السوء وتحطم الصداقات الحقيقية بين الشباب. ومخطئ من يظن أنه عن طريق الجنس يستطيع الاحتفاظ بالطرف الآخر حتى يتزوجا.
التجربة لا تفيد فى هذا المجال:
يوجد اعتقاد خاطئ مفاده على الذين يزعمون الزواج أن يمارسوا الجنس حتى يقرروا فيما إذا كانوا يتلائمون مع بعضهم جنسيا أم لا. ولكن هذا الاعتقاد خاطئ من أساسه. فهل سيمارس الشاب الجنس مع كل الفتيات حتى يرى التى تناسبه قبل أن يتزوجها؟ والخطأ الفادح الذى يقع فيه هؤلاء المفكرون السقماء هو اعتقادهم بأن الانسجام الجنسى يجب اكتشافه قبل الزواج. وهذا ليس حقيقيا، فالتوافق والانسجام الجنسى يتولد فى نطاق الرابطة الزوجية المقدسة التى تجد الحماية والأمن فى ظل القانون والعرف الذى يصادق على علاقتهما الشرعية. فالتقدير الكامل الواعى لعطية المحبة هذه التى حبانا بها الخالق المحب لا يتم اكتشافه أو اختباره إلا فى نطاق الرابطة الزوجية.
العلاقة الجنسية قبل الزواج تعرقل قدرتك على التمتع بجمال تلك العلاقة بعد الزواج:
أكبر حجة فى صالح إبقاء العلاقة الجنسية إلى ما بعد الزواج هى أن تلك العلاقة لا يمكن اكتشاف جمالها التام إلا فى الزواج، ففى اختبارات البشرية لا يوجد ما هو أعمق وأجمل من الوحدة الجنسية المتكاملة والصحية بين الزوج وزوجته. ففى رابطة الزواج يجتمع شخصان ترعرعا فى بيئات مختلفة ولم يعرف أحدهما الآخر من قبل ويتحدا فى علاقة وثيقة وشركة متبادلة هذا الاختبار الرائع أساسه إعطاء الذات بكاملها للآخر. فالزوج لا يطالب بشئ لنفسه بل يعطى ذاته. والزوجة تكون لها مطلق الحرية أن تقدم ذاتها أيضا فى محبة مشتركة ومتبادلة دون أن يكون لها أدنى شك فى أنها قد أجبرت على شئ أو قد استغلت.
فى هذه العلاقة يتعهد الاثنان بالإخلاص لبعضهما فيعطى كل واحد نفسه للآخر. وبموجب هذا الوعد يكون كل طرف حرا من المنافسة أو من طلب أية ميزات لنفسه على حساب رفيقه. الممارسات الجنسية قبل الزواج تعكر صفو هذه العلاقة بعد الزواج لأنها تسلب من يمارسها القدرة على التمتع بجمالها الحقيقى ومعناها السامى. وهى فى الوقت ذاته تسلب الزواج إحدى ركائزه التى توجد بين الطرفين وهكذا تضعف رابطة الزواج. المؤمن الحقيقى يدرك أن الله قصد أن يكون الزواج جميلا ودائما دوام حياة من يقدمون عليه. ولهذا فمن حق الله علينا أن يطلب منا الامتناع عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو هذه العلاقة الوثيقة، إذ أنه يأمرنا بإبقاء العلاقة الجنسية مقصورة على الزواج.