حوار بين الصدق والحقيقة والواقع
في يوم ما إلتقى الصدق والحقيقة والواقع في مجلس واحد وقلما يلتقون في مكان واحد ويراهم كل الناس في ذات
الوقت
فقال الصدق لهما أنا خير الكلام وقالت الحقيقة أنا أثبت منك فأنا ما يقاس علي
فقال الواقع أنا الأقوى ولا أوقاوم وإن لم أًُصدق
فنظر الحضور لهم وتعجبوا لقولهم فقال قائل أن الوقع يفرض نفسة على كل شيء فعلاً وأن أحب الناس الحقيقة أو
الصدق ولكن الغلبة للواقع
ولم يعجب كلامه أحد المثقفين أذ قال له ليس كل واقع حقيقة فقد يكون الواقع وهم
كبير نعيشه ولا نشعر بأنه كذب وتدليس
فرد عليه قائلاً ليس المهم أن يكون كذب أو صدق بل المهم أن لا أحد يعارضه وهذا
مصدر قوته ومحاولات تغييرة تبوء غالباً بالفشل
وأستطرد قائلاً أما الصدق بل وحتى الحقيقة الواضحة قد يمكن لبعض الناس من المدلسين أن يغيروهما ويشوههما
بسهولة
فقال المثقف هل تعني أن الأكاذيب والأفتراءات قد تشوه الحقيقة أو الصدق في حين أن الواقع واقع ولا يتغير بكلام ولو
بصدق
فرد عليه أظنك فهمت معنى ما قولت بوضوح بل وفسرته تفسير جميل جدا لا يسعني أن أقول مثله
فصرخ الصدق أنني مقترن بكل الأخلاق الحميدة والأعمال الصالحة وبدوني تكون نفاقاً ولا يفلح مجتمع يفقدني
فضحك الواقع كثيراً وقال أنت للأسف لا تعرفني فأنا أنا سواء كنت موجوداً أو لا والناس قد تستغني عنك وتنساك
ولكنها تحياني
وبدت الحقيقة مستاءة وهي تقول أما أنا فلا أظهر في غالب الأمر إلا بعد مرور الوقت فأنا دائماً أعيش في التاريخ
والماضي
فتدارك الصدق كلامه وقال للحقيقة لست وحدك ما تؤرخين بل ما ينطق بي وأيضاً من الواقع ما يؤرخ فلما الأستياء في
ذلك
قالت ليس إستيائي للتأريخ ولكني مستأة لأني أجدني في كثير من الأحيان أبعد ما
أكون عن الواقع وعن مخيلة الناس
قال الواقع ألم أقول لكما أنا الأقوى , لأنكما لا تتماشيان مع هوى الناس وبالذات الأقوياء وأنا إرادة القوي فلذا أنا الأقوى
فقال المثقف لما هذه الغطرسة يا واقع أما الصدق فنعلم أنه من مكارم الأخلاق وهو والحقيقة قد يغيراك وأنت لا حول
لك ولا قوة
فإشتد غضب الواقع وقال من يستطيع أن يغيرني فليفعل ولكني أؤكد أن هذا لن يحدث وأن حدث سيكون تغيير لا
يتعارض مع القوى الحيقيقة
ثم أنتفض قائماً وأنصرف من المجلس , فقال االمثقف أن الواقع أضعف مما تصورت بكثير فعندما واجهناه بالصدق
والحقيقة رحل.
قالت الحقيقة هذا أنا فأن الواقع يستمد قوته من دعامتين أساسيتين قوة وخوف
,قوة من يريد هذا الواقع وخوف من يفرض عليه الواقع
فقال الصدق معقباً عليها فأن أختلت أحدى الدعامتين أنقلب الواقع وحدث ما لم يتخيلة الجميع من تغيير بحسب حجم
الأختلال والإرادة
:63: :63: :63: :63: :63: :63: :63: :63: :63: